إستقبال الحاج والمسافر والوليمة لرجوعه والصلاة خلف الحاج
الأخ العزيز يسأل عن حكم إستقبال الحاج والقادم، والإطعام يعني الوليمة عند الرجوع من السفر، والصلاة خلف الحاج؟
جـ : إستقبال القادم من السفر ومنه الحج سنة مهجورة عند بعض المتشددين فقد ذكر الإمام مسلم كيف استقبل أهل المدينة المنورة لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخوله في المدينة فقال في صحيحه ج 4 ص2310 باب في حديث الهجرة رقم 75 :
ﻓﺼﻌﺪ اﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭاﻟﻨﺴﺎء ﻓﻮﻕ اﻟﺒﻴﻮﺕ، ﻭﺗﻔﺮﻕ اﻟﻐﻠﻤﺎﻥ ﻭاﻟﺨﺪﻡ ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻕ، ﻳﻨﺎﺩﻭﻥ: ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ.
وفي صحيح البخاري رقم 3083 – ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ، ﺣﺪﺛﻨﺎ اﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ، ﻋﻦ اﻟﺰﻫﺮﻱ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ اﻟﺴﺎﺋﺐ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ: «ﺫﻫﺒﻨﺎ ﻧﺘﻠﻘﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻊ اﻟﺼﺒﻴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺛﻨﻴﺔ اﻟﻮﺩاﻉ.
وفي مسند أحمد رقم 2146 وغيره بإسناد صحيح ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻣﻠﻴﻜﺔ، ﻗﺎﻝ: ﺷﻬﺪﺕ اﺑﻦ اﻟﺰﺑﻴﺮ ﻭاﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ، ﻓﻘﺎﻝ اﺑﻦ اﻟﺰﺑﻴﺮ ﻻﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ: ﺃﺗﺬﻛﺮ ﺣﻴﻦ اﺳﺘﻘﺒﻠﻨﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻗﺪ ﺟﺎء ﻣﻦ ﺳﻔﺮ؟ ” ﻓﻘﺎﻝ: ﻧﻌﻢ…..
وفي السنن الكبرى للنسائي 1612 بإسناد صحيح ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻗﻼﺑﺔ قال : ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﻗﻌﺔ اﻟﻔﺘﺢ ﺑﺎﺩﺭ ﻛﻞ ﻗﻮﻡ ﺑﺈﺳﻼﻣﻬﻢ ﻓﺬﻫﺐ ﺃﺑﻲ ﺑﺈﺳﻼﻡ ﺃﻫﻞ ﺣﻮاﺋﻨﺎ ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺪﻡ اﺳﺘﻘﺒﻠﻨﺎﻩ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺟﺌﺘﻜﻢ، ﻭاﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺣﻘﺎ.
وفي صحيح البخاري 1100 – عن اﺑﻦ ﺳﻴﺮﻳﻦ، ﻗﺎﻝ: اﺳﺘﻘﺒﻠﻨﺎ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺣﻴﻦ ﻗﺪﻡ ﻣﻦ اﻟﺸﺄﻡ، ﻓﻠﻘﻴﻨﺎﻩ ﺑﻌﻴﻦ اﻟﺘﻤﺮ ﻓﺮﺃﻳﺘﻪ «ﻳﺼﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﺎﺭ»
وفي مسند أبي يعلى 211 – بإسناد صحيح عن ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻟﻴﻠﻰ، ﻗﺎﻝ: ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻊ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ، ﻓﺎﺳﺘﻘﺒﻠﻨﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﻣﻜﺔ ﻧﺎﻓﻊ ﺑﻦ ﻋﻠﻘﻤﺔ. وفي أمالي عبد الرزاق 118 ﻋﻦ ﺗﻤﻴﻢ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺔ، ﻗﺎﻝ: ” ﻟﻤﺎ ﻗﺪﻡ ﻋﻤﺮ اﻟﺸﺎﻡ اﺳﺘﻘﺒﻠﻪ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﻴﺪﺓ ﺑﻦ اﻟﺠﺮاﺡ ﻓﻘﺒﻞ ﻳﺪﻩ ﺛﻢ ﺧﻠﻮا يبكيان.
وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه 33844 ﻋﻦ ﻗﻴﺲ، ﻗﺎﻝ: ﻟﻤﺎ ﻗﺪﻡ ﻋﻤﺮ اﻟﺸﺎﻡ اﺳﺘﻘﺒﻠﻪ اﻟﻨﺎﺱ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻌﻴﺮ….
وفي سير أعلام النبلاء ج 10 ص 103 : ﻟﻤﺎ ﻗﺪﻡ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻧﻴﺴﺎﺑﻮﺭ اﺳﺘﻘﺒﻠﻪ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺁﻻﻑ ﺭﺟﻞ ﺭﻛﺒﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻴﻞ ﺳﻮﻯ ﻣﻦ ﺭﻛﺐ ﺑﻐﻼ ﺃﻭ ﺣﻤﺎﺭا ﻭﺳﻮﻯ اﻟﺮﺟﺎﻟﺔ.
وأما الإطعام فقد بوبه البخاري وقال : ﺑﺎﺏ اﻟﻄﻌﺎﻡ ﻋﻨﺪ اﻟﻘﺪﻭﻡ، وكان ابن عمر يفطر لمن يغشاه، وقال برقم 3089 – ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻣﺤﻤﺪ، ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﻭﻛﻴﻊ، ﻋﻦ ﺷﻌﺒﺔ، ﻋﻦ ﻣﺤﺎﺭﺏ ﺑﻦ ﺩﺛﺎﺭ، ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ: «ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻤﺎ ﻗﺪﻡ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻧﺤﺮ ﺟﺰﻭﺭا ﺃﻭ ﺑﻘﺮﺓ.
المجلة البحوث الإسلامية ج 49 ص 105 قال ابن باز : ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ اﻟﺸﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﻧﻌﻢ اﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻋﻠﻴﻪ، ﻣﻦ اﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ اﻟﺴﻘﻒ، ﺃﻭ ﻋﻨﺪ ﺇﻛﻤﺎﻝ اﻟﺒﻴﺖ، ﻓﻴﺠﻤﻊ ﺃﻗﺎﺭﺑﻪ ﻭﺟﻴﺮاﻧﻪ، ﻭﻳﺪﻋﻮﻫﻢ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻮﻟﻴﻤﺔ، ﻓﻬﺬﻩ ﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﻬﺎ، ﻭﻫﺬا ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺱ، ﻣﻦ ﺑﺎﺏ اﻟﺸﻜﺮ ﻟﻨﻌﻢ اﻟﻠﻪ، ﺣﻴﺚ ﻣﻦ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺘﻌﻤﻴﺮ اﻟﺒﻴﺖ، ﻭاﻟﺴﻜﻦ ﻓﻴﻪ، ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺌﺠﺎﺭ، ﻭﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﺪ اﻟﻘﺪﻭﻡ ﻣﻦ اﻟﺴﻔﺮ، ﻳﺪﻋﻮ ﺃﻗﺎﺭﺑﻪ ﻭﺟﻴﺮاﻧﻪ؛ ﺷﻜﺮا ﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻼﻣﺔ، ﻓﺈﻥ اﻟﻨﺒﻲ – ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ – ﻛﺎﻥ ﺇﺫا ﻗﺪﻡ ﻣﻦ ﺳﻔﺮ، ﻧﺤﺮ ﺟﺰﻭﺭا ﻭﺩﻋﺎ اﻟﻨﺎﺱ ﻟﺬﻟﻚ، ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼﺓ ﻭاﻟﺴﻼﻡ.
ملتقى أهل الحديث ج 74 ص 34 قالوا : قد ﺛﺒﺖ ﻓﻲ اﻟﻘﺪﻭﻡ ﻣﻦ اﻟﺴﻔﺮ اﻟﻤﻌﺎﻧﻘﺔ ﻭاﻟﺴﻼﻡ، ﻭاﻟﻘﻴﺎﻡ ﻭاﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﻭﺻﻨﻊ اﻟﻮﻟﻴﻤﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﺴﻤﻰ: اﻟﻨﻘﻴﻌﺔ.
وفي ملتقى أهل الحديث ج 78 ص 152 قال ابن عثيمين : ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ اﻟﺸﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﻧﻌﻢ ﺑﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ اﻟﺴﻘﻒ ﺃﻭ ﻋﻨﺪ ﺇﻛﻤﺎﻝ اﻟﺒﻴﺖ ﻓﻴﺠﻤﻊ ﺃﻗﺎﺭﺑﻪ ﻭﺟﻴﺮاﻧﻪ ﻭﻳﺪﻋﻮﻫﻢ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻮﻟﻴﻤﺔ ﻓﻬﺬﻩ ﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﻬﺎ، ﻭﻫﺬا ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ اﻟﺸﻜﺮ ﻟﻨﻌﻢ اﻟﻠﻪ ﺣﻴﺚ ﻣﻦ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺘﻌﻤﻴﺮ اﻟﺒﻴﺖ ﻭاﻟﺴﻜﻦ ﻓﻴﻪ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺌﺠﺎﺭ، ﻭﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﺪ اﻟﻘﺪﻭﻡ ﻣﻦ اﻟﺴﻔﺮ ﻳﺪﻋﻮ ﺃﻗﺎﺭﺑﻪ ﻭﺟﻴﺮاﻧﻪ ﺷﻜﺮا ﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻼﻣﺔ، ﻓﺈﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﺇﺫا ﻗﺪﻡ ﻣﻦ ﺳﻔﺮ ﻧﺤﺮ ﺟﺰﻭﺭا ﻭﺩﻋﺎ اﻟﻨﺎﺱ ﻟﺬﻟﻚ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼﺓ ﻭاﻟﺴﻼﻡ.
أما صلاة النافلة في المسجد بعد العودة من السفر أو الحج فسنة قد بويها أيضا الإمام البخاري في صحيحه ج 1 ص 96 وقال : ﺑﺎﺏ اﻟﺼﻼﺓ ﺇﺫا ﻗﺪﻡ ﻣﻦ ﺳﻔﺮ، ﻭﻗﺎﻝ ﻛﻌﺐ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ: ﻛﺎﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﺇﺫا ﻗﺪﻡ ﻣﻦ ﺳﻔﺮ ﺑﺪﺃ ﺑﺎﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﺼﻠﻰ ﻓﻴﻪ.
ولا يلزم تلك النافلة على الذين استقبلوه إلا إذا دخلوا معه في المسجد فإذا دخلوا في المسجد مع القادم من السفر يلزمهم تحية المسجد لما روى البخاري في صحيحه رقم 1173 :ﺣﺪﺛﻨﺎ اﻟﻤﻜﻲ ﺑﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ، ﻋﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ اﻟﺰﺑﻴﺮ، ﻋﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻢ اﻟﺰﺭﻗﻲ، ﺳﻤﻊ ﺃﺑﺎ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﺑﻦ ﺭﺑﻌﻲ اﻷﻧﺼﺎﺭﻱ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﺇﺫا ﺩﺧﻞ ﺃﺣﺪﻛﻢ اﻟﻤﺴﺠﺪ، ﻓﻼ ﻳﺠﻠﺲ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻠﻲ ﺭﻛﻌﺘﻴﻦ.
وصلاة النافلة جماعة جائزة لأن عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس وجابر وغيرهم صلوا صلوات الليل خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلى بعض الصحابة صلاة النافلة خلف عمر بن الخطاب وصلى بعضهم خلف ابن الزبير.
Lorem Ipsum