SULAIMANSORE1@GMAIL.COM +2348 132 064 831

أول ما خلق الله نور نبيك صحيح

Sulaiman sore

أول ما خلق الله نور نبيك


هذا الحبيب يقول أنه سمع بعض العلماء يتنازعون حول مسألة أولية النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونورانيته : سؤال يطرح نفسه : إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم هو أول المخلوقات وهو نور كيف نفسر قوله تعالى :{إنما أنا بشر مثلكم}

الجواب : الآية تشير إلى جسده الشريف المولود بمكة عام الفيل. ونحن نتكلم عن روحه الأعظم المخلوق قبل كل شيء كما يأتي.
ورب معترض يقول : قال الله تعالى : { وجعلنا من الماء كل شيء حي}. الجواب : نقول : لا بد أن يستثني منه بعض أشياء لقوله تعالى :         { والجان خلقناه من نار السموم } ولم يقل : من ماء. والملائكة من نور

وباقي الإعتراضات نأتي بها بعد إيراد الأحاديث إن شاء الله.

1_ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  :  [ ﻛﻨﺖ ﺃﻭﻝ اﻟﻨﺒﻴﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻖ، ﻭﺁﺧﺮﻫﻢ ﻓﻲ اﻟﺒﻌﺚ ] .

أخرجه البغوي في تفسيره ج 3 ص 610 وأبو نعيم في الدلائل ج 1 ص 42 والثعلبي في تفسيره ج 8 ص 10 وابن أبي حاتم في تفسيره ج 9 ص 3116.

وأراد الألباني توهينه في ضعيفته رقم 661 وقال : ﻟﻪ ﻋﻠﺘﺎﻥ: اﻷﻭﻟﻰ: ﻋﻨﻌﻨﺔ اﻟﺤﺴﻦ. اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ: ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺑﺸﻴﺮ ﺿﻌﻴﻒ.
قلت : نسي الألباني أنه هو الذي قال في صحيحه ج 5 ص 87 ما نصه : (سعيد بن بشير مثل سويد  قال الذهبي في الكاشف قال البخاري : يتكلمون في حفظه وهو محتمل وقال دحيم ثقة كان مشيختنا يوثقونه. والحديث حسن ).

قلت : إذا أردت أن تقف على حقيقة سعيد بن بشير وتعلم أنه ثقة ثبت راجع  كتاب (من اختلف العلماء ونقاد الحديث فيه) لابن شاهين ج 1 ص 87 نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لما يحب ويرضى.

2 – وللحديث شاهد ورد في تفسير ابن جرير الطبري ج 14 ص 224 قال : حدثني علي بن سهل ثنا حجاج أخبرنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية الرياحي عن أبي هريرة أو غيره : (( وجعلتك أول النبيين خلقا وآخرهم بعثا…. وجعلتك فاتحا وخاتما ))

قلت : رجاله رجال الصحيح إلا أبي جعفر الرازي وثقه كثير من النقاد ! وضعفه بعضٌ خاصة إذا روى عن مغيرة !.كما في التهذيب ج 33 ص 194. وهذا الحديث لم يروه عن مغيرة بل رواه عن الربيع بن أنس. فعلى هذا فالحديث ثابت فلله الحمد.
تنبيه : في بعض الرواية تردد أبو جعفر فقال : عن أبي العالية أو غيره! والصحيح ما أثبته ابن جرير هنا ج 14 ص 224 قال أبو جعفر : عن أبي هريرة أو غيره. والشك في الصحابي لا يضر لأنهم عدول.

3 – وللحديث شاهد أيضا كما ثبت في المخلصيات لأبي طاهر ج 3 ص 207 رقم (185) قال :ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻳﺤﻴﻰ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮﻋﺒﻴﺪاﻟﻠﻪ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﺴﻜﻦ اﻟﺒﺰاﺭ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺣﺒﺎﻥ ﺑﻦ ﻫﻼﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﺑﻦ ﻓﻀﺎﻟﺔ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﻴﺪاﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻋﻦ ﺧﺒﻴﺐ ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﺮﺣﻤﻦ، ﻋﻦ ﺣﻔﺺ ﺑﻦ ﻋﺎﺻﻢ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻗﺎﻝ: «ﻟﻤﺎ ﺧﻠﻖ اﻟﻠﻪ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ ﺧﺒﺮﻩ ﺑﺒﻨﻴﻪ، ﻓﺠﻌﻞ ﻳﺮﻯ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ، ﻓﺮﺃﻯ ﻧﻮﺭا ﺳﺎﻃﻌﺎ ﻓﻲ ﺃﺳﻔﻠﻬﻢ ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺏ ﻣﻦ ﻫﺬا؟ ﻗﺎﻝ: ﻫﺬا اﺑﻨﻚ ﺃﺣﻤﺪ، ﻫﻮ الأﻭﻝ، ﻭﻫﻮ الآﺧﺮ، ﻭﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﻣﺸﻔﻊ»

وأخرجه ابن أبي عاصم في أوائله رقم 5 – ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﺴﻜﻦ…. إلى آخر الإسناد ﻓﺬﻛﺮﻩ.

وأخرجه البيهقي في الدلائل رقم (44) بذا الإسناد.

قلت : جميع رجاله ثقات من رجال التهذيب إلا – مبارك بن فضالة- وثقه جميع النقاد إلا النسائي  وأبو زرعة ضعفاه بالتدليس وتناقض فيه ابن معين وابن المديني . راجع تهذيب الكمال ج 27 ص 186.
وإن ثبت أنه يدلس فالمدلس إذا صرح بالتحديث ثبت حديثه كما هو معروف في علم الحديث وقد رأيت أن مبارك بن فضالة صرح بالتحديث. فزال الإشكال! فلله الحمد.

وقلت أيضا : صرح الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الأول وشاهَدهُ نبيُ الله آدم عليه السلام وقيل له : هو ابنك !. هذا التصريح لا يقبل أي تأويل.

4_ وقد ثبت في الجزء المفقود من مصنف عبد الرزاق ج 1 ص 63 قال : حدثنا معمر عن محمد المنكدر عن  جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر ومنه خلق كل شيء.. إلى آخر الحديث.
قلت : صحة الإسناد ظاهر والحديث صحيح . وقبل عثور هذا الجزء المفقود لم يزل العلماء القدماء كالقسطلاني في المواهب والعجلوني في كشف الخفاء وغيرهما يعزون الحديث إلى المصنف لعبد الرزاق فبحث الباحثون كالعسقلاني والسيوطي والغماري في المصنف ولم يجدوه فقالوا : أن الحديث ليس له إسناد يعتمد به. والآن بحمد الله والشكر عثروا الجزء المفقود من المصنف عبد الرزاق ووجدوا الحديث فيه بإسناده. ومع ذلك لم يزل المتشددون ينكرون هذا الجزء أشد الإنكار. ولو رجعنا إلى مكتبتهم الشاملة لنرى أجزاءا مفقودة عثروها أخيرا ! حتى لو نظرنا كتب الألباني كالسلسلة الصحيحة نراه يحتج بالجزء المفقود للطبري المسمى تهذيب الآثار ويحتج في السلسلة الضعيفة بالجزء المفقود للطبراني. أقول قولي هذا لكي لا نحل الإحتجاج بأجزاء مفقودة لقوم ثم نحرمه لطرف آخر.

5 – ومن الجدير بالذكر هنا ما رواه  ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺷﻘﻴﻖ، ﻋﻦ ﺭﺟﻞ ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﻣﺘﻰ ﺟﻌﻠﺖ ﻧﺒﻴﺎ؟ وفي رواية :متى كنت؟ وفي رواية : متى كتبت؟. وفي رواية : وجبت؟.وفي رواية : متى أخذت ميثاقك؟. وفي رواية :متى بعثت؟ ﻗﺎﻝ: ” ﻭﺁﺩﻡ ﺑﻴﻦ اﻟﺮﻭﺡ ﻭاﻟﺠﺴﺪ.

أخرجه أحمد في مسنده رقم 20596 و 16623. ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﺎﺻﻢ ﻓﻲ “اﻵﺣﺎﺩ ﻭاﻟﻤﺜﺎﻧﻲ” (2918) ، ﻭﻓﻲ “اﻟﺴﻨﺔ” (411) ﻋﻦ ﻫﺪﺑﺔ ﺑﻦ ﺧﺎﻟﺪ، ﻋﻦ ﺣﻤﺎﺩ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺔ، ﺑﻬﺬا اﻹﺳﻨﺎﺩ. ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ البخاري في التاريخ الكبير ج 7 ص 374 رقم 1606 اﺑﻦ ﺳﻌﺪ ج 1 ص 148 ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻠﻴﺔ، ﻭاﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ ج 14 ص 292 ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻭﻫﻴﺐ ﺑﻦ ﺧﺎﻟﺪ، ﻛﻼﻫﻤﺎ ﻋﻦ ﺧﺎﻟﺪ اﻟﺤﺬاء، ﺑﻪ. ورواه اﻟﺘﺮﻣﺬﻱ (3609) ، ﻭاﻟﺤﺎﻛﻢ ج 2 ص 269 ﻭاﻵﺟﺮﻱ ﻓﻲ “اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ” ﺻ421، ﻭﺃﺑﻲ ﻧﻌﻴﻢ ﻓﻲ “اﻟﺪﻻﺋﻞ” ج 2 ص 59 ﻭﻗﺎﻝ اﻟﺘﺮﻣﺬﻱ: ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ . ﻭﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻋﻨﺪ اﻟﺒﺰاﺭ (2364)  ﻭاﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻓﻲ “اﻟﻜﺒﻴﺮ” (12571) ﻭ (12646) . والحلية ج 9 ص 53 وابن سعد ج 7 ص 60 والبيهقي في الدلائل ج 1 ص 80 وابن قانع في معجم الصحابة ج 3 ص 130.
وأثبته الإمام أحمد لم ثبت في كتاب السنة للخلال رقم 199 ﻗﺎﻝ اﻟﻔﻀﻞ : ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺃﺣﻤﺪ: ” ﺃﻭﻝ -اﻟﻨﺒﻴﻴﻦ ﻳﻌﻨﻲ ﺧﻠﻘﺎ، {ﻭﺇﺫ ﺃﺧﺬﻧﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻴﻴﻦ ﻣﻴﺜﺎﻗﻬﻢ ﻭﻣﻨﻚ ﻭﻣﻦ ﻧﻮﺡ} ﻓﺒﺪﺃ ﺑﻪ.

وقد حاول الألباني أن يرجح لفظ (متى كتبت؟) في صحيحته رقم 1856. بلا دليل يُعتمد!.

لذلك رددته وقلت :

1 – يعلم الألباني أن الأسانيد التي جائت بلفظ (متى كُتبت؟ ) هي التي جائت  بلفظ (متى كنت؟) أيضا سواء بسواء.

2 – وفي العلل ومعرفة الرجال رقم 268 سئل أحمد عن حديث « ﻣﺘﻰ ﻛﺘﺒﺖ ﻧﺒﻴﺎ » ﻗﺎﻝ: ﻫﺬا ﻣﻨﻜﺮ، ﻫﺬا ﻣﻦ ﺧﻄﺄ اﻷﻭﺯاﻋﻲ، ﻫﻮ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻤﺎ ﻳﺨﻄﺊ. يعني أنكر أحمد لفظ متى كتبت وأثبت لفظ متى كنت وهو أعلم وأوثق من الألباني.

3 – ثم لفظ (متى كنت؟. وجُعلت؟ و بعثت؟ ) أكثر عددا من لفظ (كُتبت) إذًا لما ذا يرجح الألباني الأقل على الأكثر؟ !! من شك في ذلك فله أن يراجع مصادر الحديث ليرى بأم عينه .

نحن الصوفية بحمد الله نحتج بهذه الأحاديث الصحيحة على أولية النبي صلى الله عليه وسلم وأما المتشددون الذين أنكرونا في هذا قد اختلفوا بينهم اختلافا شديدا هل العرش أو القلم أو العماء أوالنور أول مخلوق؟ وفي مجموع فتاوى ورسائل لابن العثيمين ج 7 ص 260 قال : اختلف في أيها خلق أولا؟ : فقيل القلم وهو اختيار ابن جرير وابن الجوزي وغيرهما وبعد القلم السحاب الرقيق واﻟﺬﻱ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺠﻤﻬﻮﺭ: ﺃﻥ اﻟﻌﺮﺵ ﻗﺒﻞ ﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ اﻟﻌﺎﺹ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎ «ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻛﺘﺐ ﻣﻘﺎﺩﻳﺮ اﻟﺨﻼﺋﻖ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺨﻠﻖ اﻟﺴﻤﺎﻭاﺕ ﻭاﻷﺭﺽ ﺑﺨﻤﺴﻴﻦ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻋﺮﺷﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﺎء» ﻭﺣﻤﻠﻮا ﺇﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﺧﻠﻖ اﻟﻠﻪ اﻟﻘﻠﻢ (ﺃﻱ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ) ﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ: ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮﻭﻥ: ﺑﻞ ﺧﻠﻖ اﻟﻠﻪ اﻟﻤﺎء ﻗﺒﻞ اﻟﻌﺮﺵ. ﺛﻢ ﺣﻜﻰ ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺃﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﺧﻠﻖ اﻟﻠﻪ اﻟﻨﻮﺭ ﻭاﻟﻈﻠﻤﺔ، ﺛﻢ ﻣﻴﺰ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﻭﻗﺪ ﻗﻴﻞ: ﺇﻥ اﻟﺬﻱ ﺧﻠﻖ ﺭﺑﻨﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻘﻠﻢ اﻟﻜﺮﺳﻲ، ﺛﻢ اﻟﻌﺮﺵ، ﺛﻢ اﻟﻬﻮاء ﻭاﻟﻈﻠﻤﺔ، ﺛﻢ اﻟﻤﺎء، ﻓﻮﺿﻊ ﻋﺮﺷﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺎء. ﻭاﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ
فرده الألباني في صحيحته رقم 133 بأن القلم هو الأول.

Lorem Ipsum

Leave Your Comments

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Cheikh Souleymane Sore - Copyright 2024. Designed by Habib JS