الإستدلال بالنجوم في بعض الأحاديث الصحيحة
الإستدلال بالنجوم في بعض الأحاديث الصحيحة
ما حكم الإستدلال بالنجوم كما يقول البعض : إذا اقترن الكوكب الفلاني بالكوكب الفلاني يحدث كذا وكذا أو إذا طلع النجم الفلاني يحدث كذا وكذا وقسموا ساعات الليل والنهار لكل ساعة كوكب يتأثر فيها الخ؟
جـ : لا يُصدٓق المنجم فيما يقول ولا يلتفت إلى ما يزعمون بأن الساعة الفلاني مختصة بكذا وكذا لقول النبي صلى الله عليه وسلم من أتى عرافا وصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد. رواه مسلم
نعم ما صح في استدلال بالنجوم ما كلم الله عن سير الكواكب ومواقع النجوم في القرآن وكلمه النبي صلى الله عليه وسلم كما ورد في بعض الأحاديث
يقول الله سبحانه وتعالى {والشمس تجري لمستقر لها} وقال { والقمر قدرناه المنازل} وقال { كل في فلك يسبحون} وقال { وعالمات وبالنجم هم يهتدون}
1 – وعن ابن عباس رضي الله عنه : أن القوس أمان لأهل الأرض من الغرق والمجرة باب السماء. أخرجه البخاري في الأدب ص 206 رقم 766 و 767 وأبو نعيم في التاريخ ج 1 ص 239 وصححه محدث هؤلاء القوم الألباني في
صحيح الأدب رقم 590 و 89 .
يقال في هذا الحديث الإستدلال بالنجوم.
2 – إذا رأيتم عمودا أحمرا من قبل المشرق في شهر رمضان فادخروا طعام سنتكم فإنها سنة جوع.
حسنه السيوطي في الجامع ج 1 ص 99 رقم 645 . يقال في هذا الحديث أيضا الإستدلال بالنجوم
3 – عن عائشة رضي الله عنها قالت أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فأراني القمر فقال : يا عائشة : استعيذي من شر هذا فإنه هو الغاسق إذا وقب.
أخرجه أحمد في المسند ج 6 ص 206 رقم 25752 وأبو يعلى ج 7 ص 208 وغيرهما وصححه محدث هؤلاء القوم في الصحيحة
ج 1 ص 714 رقم 1486 .
فعلمنا أن وقت محاق القمر يتضمن أمورا لذلك يستعاذ منه.
4 – في تاريخ الخلفاء لإلمام السيوطي ج 1 ص 201 : قال الصولي حدثنا أبو إسحاق محمد بن هارون بن عيسى حدثنا الحسن بن عبيد الله الحصيبي حدثنا المأمون عن الرشيد عن المهدي عن المنصور عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال : سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول : لا تسافروا في محاق الشهر ولا إذا كان القمر في العقرب.
وللأثر طريق آخر أخرجه ابن الجنيد في سؤالته ج 1 ص 287 قال : سألت يحيى بن معين عن عمر بن مجاشع فقال شيخ مدائني لا بأس به، قلت : حدثنا إبراهيم بن ناصح عن شبابة عن عمر بن مجاشع عن تميم بن الحارث عن أبيه
كان علي رضي الله عنه يكره أن يتزوج الرجل أو يسافر في المحاق وإذا نزل القمر العقرب، فلم ينكر يحيى بن معين هذا الحديث.
قلت : إبراهيم بن ناصح أنكره بعض العلماء ولعل يحيى بن معين ممن وثقه لذلك ما أنكر الحديث. وصححه السيوطي في الحاوي ج 1 ص 345 .
5 – في الحديث “إذا طلعت الثريا أمن الزرع من العاهة” ولكن إسناده ضعيف راجع الجامع – ج 1 ص 114 وطريق آخر في الدر المنثور ج 6 ص 68 .
6 – قد تكلم الصحابة في علم النجوم وترتيب البروج والكواكب والمنازل .راجع الدر المنثور ج 3 ص 38 وج 79ص 6 وج 369 ص 6 وج 134 ص 6 وج 468 ص 6 وج 82ص 5 وج 286 ص 5 ج 106 ص 4.
7- في حلية األولياء ج 9 ص 78 قال :حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أبو عبد الله عمرو بن عثمان المكي حدثنا ابن بنت الشافعي، قال: سمعت أبي يقول: كان الشافعي، وهو حدث ينظر في النجوم، وما نظر في شيء إلا فاق فيه، فجلس يوما، وامرأة تطلق فحسب فقال : تلد جارية عوراء على فرجها خال أسود تموت إلى كذا وكذا . فولدت، وكان كما قال فجعل على نفسه أن لا ينظر فيه أبدا، ودفن الكتب التي كانت عنده في النجوم.
هذا الإسناد رجاله ثقات وله شاهد أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي ج 2 ص 126 قال أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأني عبد الرحمن بن الحسن القاضي أن زكريا بن يحيى الساجي حدثهم.
وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي حدثنا محمد بن علي بن طلحة حدثني أحمد بن علي حدثنا زكريا الساجي أخبرني ابن بنت الشافعي سمعت أبي يقول… وذكره.
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا حسان بن محمد الفقيه قال حدثت عن الحسن بن سفيان عن حرملة كان الشافعي… وذكر
القصة.
وفي حلية الأولياء ج 9 ص 139 حدثنا محمد بن إبراهيم، قال: سمعت زكريا بن يحيى ابن أخت البلخي، حدثنا حرملة بن يحيى، قال: سمعت الشافعي، يقول: ” شيئان أغفلهما الناس: النظر في الطب، والنظر في النجوم ”
وفي مسند الحميدي رقم 1009 – حدثنا الحميدي قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الله عز وجل ليصبح القوم بالنعمة ويمسهم، فيصبح طائفة منهم بها كافرين، يقولون: مطرنا بنوء كذا، وكذا “، قال محمد بن إبراهيم: فحدثت به
سعيد بن المسيب، فقال : قد سمعنا هذا من أبي هريرة، ولكن أخبرني من شهد عمر يستسقي بالناس، فقال: يا عباس، يا عم رسول الله كم بقي من نوء الثريا،؟ قال: العلماء بها يزعمون أنها تعترض بعد سقوطها في الأفق سبعا، قال: فما مضت سابعة حتى مطرنا.
تنبيه : في روض المربع : أنه لا بأس أن يقال : مطرنا في نوع فلان .
هذا غاية ما صح في علم النجوم فيما علمت
وما ورد في كتب النجوم من الأحكام فيها اختلاف كثير وأغاليط وتهمين وأكثرها كذب وما وافق الكتاب والسنة نأخذه وما خالف نتركه وما لم يخالف ولم ينبأ الغيب نسكت عنه.
Lorem Ipsum