SULAIMANSORE1@GMAIL.COM +2348 132 064 831

بدعة حسنة عند الصحابة والتابعين

Souleymane sore

بدعة حسنة عند الصحابة والتابعين


ما معنى البدعة؟ وهل حديث “كل بدعة ضلالة” عام شامل كما يقول البعض؟
جـ : قد كتبت رسالة في هذا الباب منذ 2009 أنقل لك قطعة منها إجابةً لسؤالك :
البدعة عندنا (جمهور المسلمين) مُحدَث خالف الكتاب والسنة والإجماع لا ما سُكِت عنه.
يعني أن البدعة التي في النار هي ما أحدث بعد النبي صلى الله عليه وسلم  وخالف هذه الثلاثة. أما ما أحدث بعد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يخالف هذه الثلاثة فهو بدعة حسنة يثاب على فعله كبناء المدارس وتزيين المساجد وتأليف الكتب وغيرها.
والوهابية قسمان في هذا الموضوع : القسم الأول يقول أن البدعة : كل ما لم يقله النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعله.
القسم الثاني يقول أن البدعة : ما أحدِث واخْتُرِع بغير مثال سابق. ولم يحددوا وقتا لهذا السبق.
والمسألة تدور حول قوله صلى الله عليه وسلم كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. أخرجه أحمد رقم 17274 وأبو داود 4607 والترمذي 2676 وابن ماجه 42. وقد تكلمت عن ضعف طرق هذا  الحديث في كتابي حجة الأولياء ومنزع الأصفياء ص 4 إلى ص 7 وقلت فيه إن شددنا في أسانيد هذا الحديث يكون ضعيفا وإن تساهلنا يكون صحيحا أو حسنا لغيره راجعه فإنه مفيد جدا في بابه.
هذا الحديث (كل بدعة ضلالة) قال الجمهور أن الكلية في الحديث مقيدة لدلائل سيأتي. وقال الوهابية أن الكلية شاملة.
وقالوا أن بناء المدارس ونحوه ليس بدعة بل (وسيلة إلى مشروع) عند بعضهم و (مصلحة مرسلة) عند بعضهم الآخر.
فنلقي عليهم بقسميهم هذين السؤالين:
1 – متى اختلقتم هذا الإسم ومتى اخترعتم ذلك الآخر؟ هل قالهما النبي (صلى الله عليه وسلم)؟
2 – متى يكون الإحداث والإختراع حتى يكون بدعة؟
أبعد النبي (صلى الله عليه وسلم) فتكون فتاوى الصحابة بدعة؟ أم بعد الصحابة؟
إذًا كيف تبدعون ابن عمر كما سيأتي؟
ومن هنا تتضح لهم أكاذيبهم وتتبين لهم أباطيلهم فيأخذون في التحيّير ويبدأون في التناقض.
فنجد ابن عثيمين – وهو أحد رأسائهم – يهيم في وادي حديث البدعة قائلاً في كتابه الإبداع ص 13:ويعلم كل أن قوله (صلى الله عليه وسلم) (كل بدعة) كلية عامة شاملة مسورة بأقوى أدوات الشمول والعموم والذي نطق بهذه الكلية هو النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو أفصح الخلق وكان يدري ما يقول.
ثم ناقض نفسه ص 18 قائلا: و قد يقول قائل: هناك أشياء مبدعة قبلها المسلمون وعملوا بها كالمدارس وتصنيف الكتب و ما أشبه ذلك؟
فالجواب: أن نقول: هذا في الواقع ليس ببدعة بل هذا وسيلة !!
فبان أنه أقرَّ بأن الكلية لم تشمل لأن بناء المدارس بدعة ومع ذلك أجازه بأنه وسيلة كما ترى.
ومن العجب العجاب إحتجاجه على شمول الكلية بقوله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم) مع أن الآية نزلت يوم عرفة و بعدها نزلت سورة الفتح بمزدلفة وآخر آية نزلت (يستفتونك قل الله يفتيكم) أخرجه البخاري رقم 4654 ومسلم رقم 1618 وأبو داود رقم 2888 والترمذي 2041.
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: آخِرِ آية نزلت (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله) رواه القرطبي ج 6 ص 28 وأسباب النزول ص 9 ولكن إسناده ضعيف.
كما نجده أيضا – ابن عثيمين – يخوض في قوله صلى الله عليه وسلم: من سن في الإسلام سنة حسنة.
قائلا: من سنّ يعني من أحيا سنة كانت موجودة فعدمت فأحياها.!!
قلت: معنى من سن من بدأ لقوله (صلى الله عليه وسلم) : قابيل أول من سن القتل! أخرجه البخاري 3335 ومسلم 1677. هل القتل موجودا ثم عُدِم فأحياه قابيل؟
أو كان القتل موقوفا فأنفذه قابيل؟ هذ لايقوله عاقل.
إذًا معنى سنّ على لسان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هو : البدأ لا الإحياء كما يزعم الزاعمون.
ومما يؤيد ما قلنا ما ثبت في التلخيص الحبير ج 2 ص 546 وصححه المتشدد الألباني في صحيح أبي داود رقم 506 : فجاء معاذ وقد سبقه النبي (صلى الله عليه وسلم) ببعضها فلما قضى النبي (صلى الله عليه وسلم) صلاته قام معاذ يقضي، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : قد سنَّ لكم معاذ، فهكذا فاصنعوا
الآن ظهر معنى [من سن] ظهور الشمس في كبد السماء.
تنبيه : ربما احتج المخالف بحديث من أحيا سنة قد أميتت بعدي.
قلنا: هذا الحديث موضوع لا يحتج به في إسناده كثير بن عبد الله وهو متروك كما قال النسائي في الضعفاء رقم 504. ويقول ابن أبي حاتم في الجرح رقم 858 أنه منكر الحديث وليس بشيء. وقال ابن حبان في المجروحين رقم 893 أنه يروي الموضوعات.
ومع هذا البيان من النقاد ترى محدث هؤلاء القوم الألباني يتناقض في هذا الحديث الموضوع يصححه أحياناً ويضعفه أحيانا رجع كتابه صحيح ابن ماجة رقم 209. وضعيف الجامع رقم 5359 . الله المستعان.
وقلت أيضا : وكم من سنن أماتها الوهابيون وهاكم خمسة منها :
1 – سنة العمامة، قل من يعمم فيهم.
2 – سنة حمل العصا، لا يبالون بها.
3 – سنة الذكر في كل أحيان. بدلوه بتبديع الناس.
4 – سنة التبسم، وجوه أغلبهم عوابس مكفهرة، كما تشاهدون.
5 – أذكار دبر الصلوات، أكثرهم لا يفعلونه بل إما أن يخرج من المسجد عقب السلام مباشرة، وإما  أن يعقبها بالوعظ مباشرة، وكذلك الوعظ الملازم به بعيد كل صلاة الفجر بدعة لم يكن السلف يلازمون به.
ومن أخطاء ابن عثيمين وسوء أدبه مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) حيث رد على أمير المؤمنين في حديثه (نعمت البدعة هذه) قائلاً ص 15 إلى ص 16 : لا يجوز لأحد من الناس أن يعارض كلام الرسول (صلى الله عليه وسلم) بأي كلام …. إلى أن قال: فلا يليق بعمر رضي الله عنه وهو من هو أن يخالف كلام سيد البشر محمد (صلى الله عليه وسلم) وأن يقول عن بدعة (نعمت البدعة) بل لا بد أن تُنزَّل البدعة التي قال عنها عمر أنها (نعمت البدعة) على بدعة لا تكون داخلة تحت مراد النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت : ما هذا التناقض؟ فما أن فرغت من قولك أن البدعة شاملة حتى تقول أن بدعة عمر لا تكون داخلة تحت مراد النبي صلى الله عليه وسلم؟!
لو ساعدك الجد لرضيت أن عمر رضي الله عنه القائل (نعمت البدعة) أعلم منك بمعنى البدعة وبما ابتدع، ولاستسلمت أن الكلية لم تشمل، ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا.
فلا تتعب نفسك في تأويل بدعة عمر رضي الله عنه ألا تراها – وهي صلاة التراويح في الرمضان 23 ركعة سنة حسنة باقية إلى اليوم؟
ولم يصلها الرسول (صلى الله عليه وسلم) بهذا العدد ولا بهذه الكيفية. راجع نيل الأوطار ج 3 ص 65 لِترى نعمت البدعة التي فعلها الصحابة رضي الله عنهم مِن عدد الركعات إيمانا واحتسابا وهم أعلم بالبدعة منك.
             تقييد البدعة عند الجمهور
تقييد كلية [ كل بدعة ] هو مذهب الصحابة والتابعين راجع معالم السنن شرح سنن أبي داود ج 4 ص 201. المنتقى في شرح الموطأ ج 1 ص 207. الجامع لابن رجب ج 2 ص 128 الإستذكار ج 5 ص 152. فتح الباري ج 4 ص 123 وهناك كتب كثيرة غير هذه.
وما أطلقها إلا أولائك الشواذ المتمرقون.!
واتفق الجمهور على تقييدها لما يأتى :
1 – لحديث: من سن في الإسلام سنة كما تقدم.
2 – لحديث عمر بن الخطاب نعمت البدعة كما ثبت في صحيح البخاري.
3 – كان الإمام علي كرم الله وجهه يقول بالبدعة الحسنة لما ثبت في مصنف عبد الرزاق رقم 4865 – ﻋﻦ اﺑﻦ ﺟﺮﻳﺞ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ، ﺃﻥ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ، ﻛﺎﻥ ﻳﺬﻛﺮ ﻟﻪ ﻫﺬﻩ الصلاة اﻟﺘﻲ ﺃﺣﺪﺙ اﻟﻨﺎﺱ، ﻓﻴﻘﻮﻝ: «ﺻﻠﻮا ﻣﺎ اﺳﺘﻄﻌﺘﻢ ﻓﺈﻥ اﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﻌﺬﺏ ﻋﻠﻰ الصلاة .
4 –  وكان ابن عمر يقول بالبدعة الحسنة كما في مصنف عبد الرزاق رقم 4868 – ﻋﻦ ﻣﻌﻤﺮ، ﻋﻦ اﻟﺰﻫﺮﻱ، ﻋﻦ ﺳﺎﻟﻢ، ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎﻝ: «ﻟﻘﺪ ﻗﺘﻞ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﻣﺎ ﺃﺣﺪ ﻳﺴﺒﺤﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﺃﺣﺪﺙ اﻟﻨﺎﺱ ﺷﻴﺌﺎ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻲ ﻣﻨﻬﺎ. يعني صلاة الضحى.
5 – وكان ابن مسعود يقول بالبدعة الحسنة لما ثبت في الآثار لأبي يوسف بإسناده رقم 29 – ﻋﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ، ﺃﻥ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻏﺴﻞ اﻟﺪﺑﺮ ﻭاﻟﺬﻛﺮ : « ﺑﺪﻋﺔ، ﻭلنعم اﻟﺒﺪﻋﺔ.
6  – وقالها ابن عمر أيضا كما ثبت في مسند ابن الجعد رقم 2136 – ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎﻝ: «ﺻﻼﺓ اﻟﻀﺤﻰ ﺑﺪﻋﺔ، ﻭﻧﻌﻢ اﻟﺒﺪﻋﺔ ﻫﻲ.
7 –  وقالها محمد بن إبراهيم كما في مصنف ابن أبي شيبة رقم 7775 – ﺣﺪﺛﻨﺎ اﺑﻦ ﻋﻠﻴﺔ، ﻋﻦ اﻟﺠﺮﻳﺮﻱ، ﻋﻦ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﻦ اﻷﻋﺮﺝ، ﻗﺎﻝ: ﺳﺄﻟﺖ ﻣﺤﻤﺪا ﻋﻦ ﺻﻼﺓ اﻟﻀﺤﻰ ﻭﻫﻮ ﻣﺴﻨﺪ ﻇﻬﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﺣﺠﺮﺓ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﻘﺎﻝ :  ﺑﺪﻋﺔ ﻭﻧﻌﻤﺖ اﻟﺒﺪﻋﺔ
8  – وقالها النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه كما في لحديث :” الحلال ما أحل الله في كتابه والحرام ما حرم الله في كتابه وما سكت عنه فهو مما عفا لكم. أخرجه الترمذي 1726 وابن ماجه 3430 والمتشدد الألباني في صحيح الجامع 3195 وصححه.
قلت : قوله [ وما سكت عنه فهو مما عفا لكم ] سيف صارم في يد الجمهور على كل قائل أن الكلية عامة شاملة.
9  – وكذلك الحديث : إن الله حد حدودا فلا تعتدوها وفرض فرائض فلاتضيعوها … إلى أن قال: وترك أشياء من غير نسيان ولكن رحمة منه لكم فاقبلوها ولا تبحثوا عنها. هذا الحديث حسن عند النووي وصححه المتناقض الألباني في تخريج الإيمان ص 43 وتناقض بعد.
10 – قد اتفق الصحابة رضوان الله عليهم على بعض أفعال لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم كغسلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثيابه. أخرجه أحمد ج 6 ص 267 وأبو داود ج 2 ص 60 حديث صحيح .
11 – وقال ابن مسعود رضي الله عنه مارءاه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن.
هذا الحديث صحيح كما في ملتقى أهل الحديث ط 2 ج 40 ص 459.
يقول المروزي في كتابه الإنتصار لأصحاب الحديث ص 28 : البدعة ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻴﻦ ﺑﺪﻋﺔ ﻗﺒﻴﺤﺔ ﻭﺑﺪﻋﺔ حسنة : ﻗﺎﻝ الحسن اﻟﺒﺼﺮﻱ اﻟﻘﺼﺺ ﺑﺪﻋﺔ ﻭﻧﻌﻤﺖ البدعة ﻛﻢ ﻣﻦ ﺃﺥ ﻳﺴﺘﻔﺎﺩ ﻭﺩﻋﻮﺓ ﻣﺠﺎﺑﺔ.
إسمع ما يقوله المتمسلفون :
البدعة عند ابن تيمية قال في درع التعارض ج 1 ص 249 : قال الشافعي رضي الله تعالى عنه: البدعة بدعتان: بدعة خالفت كتاباً أو سنة أو إجماعاً أو أثراً عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذه بدعة ضلالة، وبدعة لم تخالف شيئاً من ذلك، فهذه قد تكون حسنة، لقول عمر : نعمت البدعة هذه.
هذا الكلام أو نحوه رواه البيهقي بإسناده الصحيح في المدخل.
وقال في ج 1 ص 248: ما خالف النصوص فهو بدعة باتفاق المسلمين، وما لم يُعلم أنه خالفها فقد يسمى بدعة.
قال محمد بن عبد الوهاب لأتباعه في كتابه الدرر السنية ج 1 ص 245 : نخلع جميع البدع، إلا بدعة لها أصل في الشرع، كجمع المصحف في كتاب واحد، وجمع عمر رضي الله عنه الصحابة في صلاة التراويح في رمضان. وغيره.
قلت : هذا الكلام يدل على أن البدعة بدعتان بدعة ليس لها أصل وبدعة لها أصل في الشرع!.

Lorem Ipsum

Leave Your Comments

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Cheikh Souleymane Sore - Copyright 2024. Designed by Habib JS